بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا أبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين وصحابته الأبرار ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .
أما بعد إخواني الكرام ، فهذا موضوع عن الإخلاص لله تعالى . أقول وبالله التوفيق :
قال الله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عم صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه احدًا }سورة الكهف.
وقال تعالى :{ يـأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس }سورة البقرة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الرياء فإنه الشرك الصغر ) رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك )
الإخلاص لله : هو العمل بالطاعة ابتغاء وجه الله تعالى .
الرياء : هو العمل بالطاعة ابتغاء مدح الناس، أي ليمدحوه.
فتبين مما ذكرنا أن الإخلاص شرط لقبول الأعمال الصالحة . وأنّ الرياء ذنب من كبائر الذنوب ، وهو محبط للثواب،
ولو أراد الشخص الثواب والرياء معًا فهذا رياء محبط للثواب . لقوله عليه الصلاة والسلام : ( إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له وابتُغيَ به وجهه ) رواه أبو داود والنسائي.
وقد سُمي الرياء بالشرك وبالشرك الأصغر من باب التشبيه بالكفر بسبب عظم ذنبه ، فمعنى قوله تعالى:{ ولا يشرك بعبادة ربه احدًا}أي أن لا يرائي ، وليس معناها أنه صار مشركًا أي كافرًا . وكذلك تفسير ما ورد في الأحاديث .
ذنب الرياء ، المداومة عليه له شؤم عظيم . فمن استرسل في هذا الذنب ولم يتب منه فإنه يخشى عليه من سوء الخاتمة
روي أنّ الإمام سفيان الثوري رحمه الله وهو في طريقه إلى الحج أخذه البكاء الشديد فقيل لماذا تبكي؟
قال:" لقد تذكرت رجلاً أخذنا عنه العلم أربعين سنة ، وكان يُستسقى به ، وكان يُتبرّك به ، فلمّا حضره الموت ، وكان على فراش الموت ، قال :ائتوني بالمصحف ، فظننا أنه يريد أن يتبرّك منه فبل أن يموت ، فأتينا له به ، فأمسكه وقال : اشهدواأنّي بريء مما فيه ، وتحول وجهه عن القبلة ومات .
وقد فسّر العلماء ذلك أنّه كان مُرائيًا. "
أي أنه تعلم العلم و علمه للناس ليقال عنه عالم . يقرأ القرآن ليقال عنه مقرئ . يكثر العبادات ليقال عنه: تقي ، ورع ، ولي ، زاهد . وهكذا .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المخلصين . وأن يتقبل أعمالنا . وأن يجعلنا من المتقين . آمين
والحمد لله رب العالمين