فضل تربية الأبناء بصوت عزالدين قوصاد

بسم الله الرحمن الرحيم

من جديد أقدم لكم إخوتي الأكارم خطبة جديدة وبعنوان تربية الأبناء وفضلها

أتحدث فيها عن هذا عن فضل تربية الأبناء والثواب الذ أعده الله لمن فعل ذلك

وعقوبة إهمال ذلك والتخلي عن المسؤولية

لن أطيل عليكم ولكن علي التذكير بأن الخطبة

خطبت في مسجد خالد بن مصعب بن عمير {المزداوي} من قبلي

في مدينة بنغازي

وذلك في يوم الجمعة الموافق 5-6-2009

إن شا الله تحوز رضاكم وإعجابكم

رابط التحميل يحتوي على الأذان والخطبتين الأولى والثانية
والدعاء والصلاة والخطبة مكتوبة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عنوان الخطبة : تربية الأبناء وفضلها
التاريخ : 5-6-2009
المسجد : مصعب بن عمير (المزداوي)
الخطيب : عزالدين عبد القادر قوصاد

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم
و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .

أما بعد ... إخوة الإسلام
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها المنجية من عذاب أليم والموصلة إلى رضوان الرحمن الرحيم
فالتقوى سبيل الرشاد للحاضر والباد فاتقوا الله أيها العباد

أيها المسلمون الكرام ... لقد تفضل الله على عباده وأنعم عليهم نعما لا تعد ولا تحصى وكل نعمة أنعمها الله على عباده
هي هبة من الله قال تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله ) وإن الله سبحانه وتعالى قد يختص فئة من الناس بنعمة ويحرم فئة أخرى
اختبارا منه وتمحيصا ، ليميز الله الخبيث من الطيب قال تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )

إخوة الإسلام والإيمان
إن نعم الولد هي من أعظم النعم التي أنعمها الله على عباده ، ولا يعرف قدرها إلا من حرمها ، فإن كثيرا من الناس من حرموا من هذه النعمة
تجهدهم يجتهدون ليل نهار من أجل الحصول على الولد ولكن قدرة الله فوق كل القدرات ، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون

فهؤلاء هم أنبياء الله ورسله لا يسألون الله ولدا وإنما يسألونه أن يهب لهم وليا صالحا
فنبي الله إبراهيم عليه السلام الذي بلغ من العمر أرذله تذلل إلى الله وقال ( رب هب لي من الصالحين )
والجواب كان من المولى سبحانه ( فبشرناه بغلام حليم )
وذلك نبي الله زكرياء الذي كبرت سنه ووهن عظمه وشاب رأسه وامرأته عاقر لا مطمع لها في ولد ، عندما خاف على ضياع أمانة الوحي
وخاف على دين رب العباد توجه إلى الله وقال ( رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) فما كان من الله
إلا أن قال له ( يا زكرياء إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا )
هؤلاء هم أنبياء الله ورسله لم يطمعوا في الولد إنما كان حرصهم على الولي الصالح
أولئك الذين صدرت فيم شهادات تزكية إلهية حيث قال الله ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )

إخوة الإسلام

* إذا كان الولد صالحا رباه أبواه على التربية الحسنة والأخلاق الفاضلة فإن الولد لا يعمل عملا من الأعمال ولا طاعة من الطاعات
إلا كان له أجره ولوالديه مثله ، فللوالدين مث أجر الولد لا ينقص ذلك من أجر الولد شيئا
* وإذا كان ذلك الولد ضالا وزائغا عن منهج الله بعد أن رباه أبواه تربية حسنة فإن الله يحذف ذلك الولد من نسبهما كما ورد في قصة نبي الله نوح
عليه السلام حين قال ( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) فقال له الله ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )
فحذفه الله من نسبه ولم يحمله ما فعل وما وزر

فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب مما أعلم عندي ولكني أستغفر الله وأتوب إليه
أقول ما سمعتم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد والحمد لله رب العالمين

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أعمل لنا الدين وأتم علينا النعم
وجعل أمتنا خير أمة
وبعث إلينا رسولا من أنفسنا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة
وأشهد أن لا إله إلا الله نشكره على نعمه الجمة
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله ربه للعالمين رحمة

أما بعد

أخي المسلم إن الولد دائما كسب لأبويه فعمرنا لنا منه حسناته وعلينا فيه سيئاته
وعمر الولد لنا منه حسناته وليس علينا سيئاته
إذا كانت تربيته تربية سليمة قويمة صحيحة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به ، وصدقة جارية ، وولد صالح يدعو له )
فلنحرص جيدا على تربيتهم تربية سلمية وإياكم والتفريط بهم أو تجاهل المسؤولية عنهم
لأن رسول الله قد حذرنا فقال ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة )
واعلم أخي المسلم بأنك ستقف أمام الله يوم القيامة حافيا عاريا يسألك عن تربيتك
فمن وجد خيرا ليحمد الله تعالى ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

الدعاء

بارك الله فيك

القلم الجائر

» فضل الإنفاق بصوت عزالدين قوصاد 7-5-2010
» يوم الحج الأكبر بصوت عزالدين قوصاد
» من أعظم الحقوق .. بصوت عزالدين قوصاد
» فضائل الصلاة بصوت عزالدين قوصاد
» المبرأة من فوق سبع سماوات بصوت عزالدين قوصاد