نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 15358 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: سنن الابتلاء ... همساااات إلى القلوب المكلومة . 22/6/2010, 4:16 pm | |
| خلق الله هذا الكون العظيم اللامتناهي وجعل له قواعد ثابتة لا تتغير يسميها العلم : قوانين الكون ويسميها الشرع : السنن الكونية . ومنذ بدء الحياة على الأرض كانت هناك سنن ثابتة في حياة البشر ,,, سنن لا تتغير حتى يرث الله الأرض ومن عليها . من هذه السنن : الحياة والموت , وما بينهما من ابتلاء وتمحيص . نأتي هذه الحياة نبكي ... والناس حولنا فرحين ونغادرها إلى حياة أخرى والناس حولنا باكين . ومابين قدومنا ورحيلنا رحلة قصيرة جدا ً لو قيست بعمر الزمن . رحلة تنتهي بالموت الذي يتساوى فيه كل البشر . فسبحان من ساوى بالموت بين الملوك والعبيد . بعد الموت : هناك محطتان لا ثالث لهما : إما جنة .......... وإما .. نار لو نظرنا إلى طريق النار لوجدناها حفت بالشهوات أما طريق الجنة فقد حفت بالمكاره . والمكاره تحتاج إلى الصبر . فالصبر من الإيمان كالرأس من الجسد . ولو تأملنا في الصبر لوجدنا أنه يدخل في معظم أخلاق الإيمان . فالصبر على الطاعة ..... وعلى النعماء .... وعلى المصيبة والمكروه .... وعلى الابتلاء في الابتلاء تطهير من الذنوب وزيادة في درجات أهل الصبر والرضا . يقول زين العابدين : الرضا بالقضاء أعلى درجات اليقين . وفيه تمحيص لمعادن الرجال : ويقول أيضا ً : إن العافية سترت البر والفاجر ... فإذا نزلت البلايا استبان عندها الرجلان !!!!!!! والمعنى : أن الناس تتساوى عند العافية ,,,,,,,, إلا أنهم يتمايزون في الابتلاء . ومن رحمة الله أن اللطف يرافق البلاء فيعين على حمله . ولو تفكر العبد فيما أصابه لوجد أن ما حل به هيّن ٌ أمام ما دفع عنه . كان عروة بن الزبير ضيفا في دمشق على الخليفة الوليد بن عبد الملك . ذهب صبي لعروة إلى الاصطبلات يمتع ظريه بخيول الخليفة , فرفسه حصان فمات . ثم لم يجدوا بدا ً من قطع رجل عروة بعد أن أكلتها الغرغرينا . فحمد الله أن أخذ منه صبيا ً وترك غيره . وحمده أن أخذ منه رجلا ً وترك له الأخرى !! وعندما عاد إلى المدينة جاءه المعزون ,,, فلم يزد على أن قال : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا .!!!!! إنه صبر جبابرة الإيمان . في الحديث القدسي : إذا وجهت إلى عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل , استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا ً أو أنشر له ديوانا . وفي الحديث الشريف : لايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة . قال الحسن : الصبر كنز من كنوز الجنة , ,, لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده . يقولون : إذا صبرت َ جرى عليك القضاء وأنت مأجور ! وإذا جزعت َ جرى عليك القضاء وأنت موزور . إن أفدح أنواع البلاء وأسده ضررا ً ما يثلم الدين .... أو يضعف اليقين . ومايزال المؤمن في بحبوحة وخير ما سلم له دينه . وقد يجد الإنسان عن كل فائت عوضا ً .. وعن كل ذاهب بدلا إلا الدين ... فإنه لا يجبر المصيبة به جابر مهما عظم ! وكل كسر فإن الله يجبره وما لكسر قناة الدين جبران يخرج المؤمن من الابتلاء أكثر ثباتا ويقينا وسكينة ... كالذهب لا يزيده صقله إلا بريقا ً ولمعانا . للسكينة مصدر واحد هو الإيمان بالله واليوم الآخر .. إيمان لا يشوبه شك ولا تردد . السكينة ثمرة من ثمار دوحة الإيمان , وشجرة التوحيد الطيبة هي نفحة من السماء ينزلها الله على قلوب المؤمنين من أهل الأرض : ليثبتوا : إذا اضطرب الناس ويرضوا : إذا سخط الناس ويوقنوا : إذا شك الناس ويصبروا : إذا جزع الناس ويحلموا : إذا طاش الناس . فتضيئ قلوبهم بمحبة الله , والرضا بقضائه .. وتحيا صدورهم بذكر الله فلا يأنسون إلا به , ولا يستنيرون إلا بهديه . إن قلبا ً أنت ساكنه غير محتاج إلى السرج لقد أفنى الفلاسفة أعمارهم , وأذابوا شموع حياتهم دون ان يجدوا ثمرة تشبع جوعهم الفكري. إلا أن المؤمن حصّل ذلك في هدوءعندما عرف من أين جاء ؟ ولم جاء ؟ وإلى أين يذهب ؟ ولمَ يحيا ؟ ولم َ يموت ؟ وماذا ينتظره بعد الموت ؟ عرف حقيقتها من مصدره الذي لا يضل ولا ينسى . ومن عرف حقيقة الوجود من رب الوجود فقد هدي إلى صراط مستقيم . حضرت الوفاة بعض الملاحدة من الفلاسفة المتشككين .. فهاله الموت . وأنشد يقول : لعمرك ما أدري وقد أذن البلى بعاجل ترحالي , إلى أين ترحالي ؟ وأين محل الروح بعد خروجه ؟ عن الهيكل المنحل , والجسد البالي ؟ بلغ ذلك بعض الصالحين .. فقال : وما علينا من جهله ؟؟ !! إذا كان لا يدري إلى أين ترحاله ؟ فنحن ندري إلى أين ترحالنا وترحاله : قال تعالى : إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم . لقد أدرك المؤمن أنه برحمة من الله وبلا إله إلا الله سيدخل الجنة مع أحبابه . يسبقهم أو يسبقونه .فاستكان لأمر الله وقضائه.. فما سخط ولا ضاق ولا تبرم . إنه يعلم أنه : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها . سبقت مقادير ُ الإله وحكمُه فأرح نفسك من : لعل ومن : لو ولست براجع مافات منّي بلهفَ ولا بليتَ ولا لو أنّي يقول أحد الصالحين : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله تعالى عليها أربع مرات : * أحمده إذ لم يجعلها في ديني . * وأحمده إذ لطف بها , ولم ينزل ما هو أعظم منها . * وأحمده إذ رزقني الصبر عليها . *وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب . فمن ألهم هذه الصفات فهو في عافية وإن نزل به أعظم البلاء . لأن منزلة الحمد فوق الرضا وأعلى من الشكر . فالحامدون مع السابقين المقربين الذين ذهبوا بالأجر كله , وفازوا بجنات النعيم . ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك الحمد . حتى ترضى ولك الحمد . إذا رضيت ولك الحمد . بعد الرضا .
| |
|
زهرة الياسمين قوصادي نشيط
عدد المساهمات : 198 تاريخ التسجيل : 10/05/2010 العمر : 39
| موضوع: رد: سنن الابتلاء ... همساااات إلى القلوب المكلومة . 23/6/2010, 2:44 pm | |
| إذا صبرت َ جرى عليك القضاء وأنت مأجور ! وإذا جزعت َ جرى عليك القضاء وأنت موزور .
كلمات من ذهب مشكورة اختي | |
|
نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 15358 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: رد: سنن الابتلاء ... همساااات إلى القلوب المكلومة . 23/6/2010, 3:51 pm | |
| يسلمواااااااااااا زهرةعلي المرور
تحياتي
| |
|