لغـة حباهـا الله كـل فضيلـة فسمت وأعظم قدرها العظمـاء
وتواضعت كل اللغـات أمامهـا لمـا بـدت وبيانهـا وضـاء
وتجاهل الفضل العظيـم مكابـر فكلامـه عنـد الكبـار هـراء
أيضيرنورالشمس إن أهل العمى قالوا أبدت بطلوعهـا الظلمـاء
ويضير ذم ذوي البلادة بلبـلاً طربت لطيب صداحه الأرجـاء
لغة تفنن أهلها فـي صوغهـا فإذا عجائب حسنهـا زهـراء
وتوسعـت بلسانهـم فكأنـهـا بحر الجواهر مالهـا إحصـاء
كلما تها افترقت وآلـف بينهـا أصـل كـأم حولهـا الأبنـاء
ولكل أصل في المعانـي ميـزة وله من الوزن الدقيـق كفـاء
وفروعه كثرت وميـز بينهـا وزن إلى المعنـى بـه إيمـاء
فإذا أتى شيء غريب أو أتـىأي اختـراع مالـه أسـمـاء
يشتق من معناه أو من وصفـه أو شكلـه أو فعلـه أسـمـاء
وله موارد في المجاز غزيـرة يحلـو بهـا ويتـمـم الإرواء
وله من التركيب مزجـاً مرتـع والنحت فيـه توسـع وثـراء
أنى يكون العجز بين ربوعهـا وجنانـهـا فينـانـة غـنـاء
لكن تقاصر حظهـا لمـا نـأى أبناؤهـا وتكالـب الأعــداء
ليست تريـد منافقـاً ليزينهـا بخداعـه فيطـول منـه ثنـاء
فلها إذا الإنصاف كان حليفهـا حسـن يهنئهـا بـه الغربـاء
أيضيرها وسموها يغـري بهـا إن غيرها امتلأت به الأرجـاء
بالقهر أو بالنـار أو بخديعـة أو رشوة يغرى بها السفهـاء
زعموا افتراءً أنها ما أصبحـت يوماً لها فـي العالميـن لـواء
كلا لقد كانت وما زالـت لهـا فوق المـآذن دائمـاً أصـداء
ملء البلاد وحيث سار موحـد ومـن القـرآن بثـغـره لألاء
لو أبصروها - رغم أن بلادها مقهـورة وشعوبهـا ضعفـاء
تغزو بلاد خصومهـا بتراثهـا وبمـا أجـاد معاصـر معطـاء
قالوا هي الأسمى وجل مقامهـا بيـن اللغـات فمالهـا نظـراء
أنعم بها لغـة تكامـل فضلهـا وعلى الجبين من القرآن سناء