لماذا نخدع أنفسنا ؟

موضوع: لماذا نخدع أنفسنا ؟ 19/3/2010, 3:21 pm

لماذا نخدع أنفسنا في التدخين ؟!

لماذا
نخدع أنفسنا في التدخين ؟!

الحمد لله الذي شرع لنا من الدين مافيه سعادتنا ، وأشهد أن
لاإله إلا الله وحده لاشريك له، أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ، وأشهد أن
محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمابعد:
فقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( وماأرسلناك إلا رحمة
للعالمين )) [الأنبياء107] في هذه الآية نرى أن الله تعالى ينفي عن رسالة الإسلام
كل مقصود سوى الرحمة . فالإيمان رحمة لإنه ينقذنا من النار في الآخرة ، وينقذنا من
ضيق الصدر في النار .
وشرائع
الإسلام عبادات ومعاملات جاءت لتعلمنا كيف نعيش العيشة الطيبة ، عيشة الهداية ،
بلاضلال ولاشقاء ، قال الله تعالى : ( فمن اتبه هداي فلايضل ولايشقى) [طه123] وتوعد
الله تعالى الذين يعرضون عن ذكره بعيشة الشقاء والضيق ، فقال سبحانه ( ومن أعرض عن
ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [ طه124]

وعلى هذا الهدى عاشت الأمة
الإسلامية ، وكانت تشاهد أمم الكفر كيف ضلت وتخبطت باتباع الشهوات ، وترثي لحالها ،
وتبذل جهدها لهدايتها .
ثم صارت
هذه الأمة تتراجع وتقصر في فهم دينها ، حتى صارت في زماننا تتبع الشهوات ،وتتخذ
الأمم الأخرى قدوة لها في ذلك ، كأنها لمارأتهم تفوقوا عليها في الصناعات ظنت أنها
تفوقوا في كل ماينفع ، فقالت لهم : إنا على آثاركم مقتدون .

تفعل أمتنا هذا أو الأكثرية فيها
، بينما ينطق واقع تلك الأمم أنهم يتبعون الشهوات مانفع منها وماضر ، وأقرب مثال
على ذلك مسألة التدخين ، فهم يعلنون عن اضراره التي اكتشفها طبهم ، وهو يكشف كل يوم
جديداً ، ومع ذلك فالمزارع والمصانع توزع منه يومياً في كل أنحاء العالم ثم يدعون
إلى مكافحة التدخين .
وأضرار
الدخان كثيرة شهيرة يحدثك عنها كل طبيب وممرض ومثقف ، ولايشكك فيها إلا من حجب ظلام
الدخان عينيه عن رؤية مايجري في الدنيا، وسد الدخان أذنيه عن سمع مايقال عن
أضراره.
وحسبك أن تعلم أن من أضرار
الدخان أنه يشتمل على مواد سامة تندس في دمك ثم يسري هذا الدم المسمم في كل عرق من
جسمك ، وفي كل شعيرة دموية من دماغك وقلبك وكبدك ، فماذا يفعل السم
هناك؟
ابحث عن مصلحتك وصحتك ،
ولايغلبك هواك على مصلحتك ، فإن الله تعالى يقول : ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل
الله ( ص26) ولاتغلبنك الشهوات على مصلحة نفسك فإن الله تعالى يقول : والله يريد أن
يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ( النساء27) ويقول
الله تعالى : يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ( البقرة 185) فإذا أمرنا الله
سبحانه بشيء فهو يريد مصلحتنا ، ولامصلحة له في ذلك ، وإذا نهانا عن شيء فإنه نهانا
عنه ليدفع عنا الأضرار التي تأتي من ورائه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلك
: لاضرر ولاضرار وإذا كانت حكم اللطيف الخبير قد نهتنا عن إضاعة المال بلافائدة
فقال سبحانه : ولاتبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه
كفوراً [ الإسراء26-27] فبماذا تحكم علينا هذه الحكمة حين ترانا عند التدخين نبذل
أموالنا لنشتري الأمراض والأضرار والأذى لنفوسنا ولذريتنا ولمن يجالسنا
.
ومع ذلك كله فالناس لايقبلون أن
يقال لهم : إن التدخين حرام وليجؤون إلى المناورة والمداورة . يقولون : إن التدخين
لم يكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فلايمكن أن تأتي فيه آية أو حديث ونسي
هؤلاء أن شريعة الله قواعد تشمل ماكان موجوداً ومالم يكن .
أويقولون : إن العلماء اختلفوا ونحن نختار قول الذين أفتوا
بأنه حلال ، ولايحق لأحد أن يجبرنا على الأخذ بفتوى التحريم فهذا تشدد وديننا يسر
والله تعالى يقول : ( وماجعل عليكم في الدين من حرج
[الحج78]
هكذا يقولون فتعالوا ننظر
في هذا الكلام .. اختلاف العلماء والتشدد في الفتوى ورفع الحرج في الشرع
؟!
ماذا نفعل إذا اختلف العلماء ؟
أنختار القول الأنفع والأبعد عن الضرر أم نختار القول الأقرب إلى شهوات نفوسنا وإن
كان يضرنا ؟!
أترى أن العلماء
اختلفوا في ضرر الدخان ؟ أم أن الدنيا كلها لم يعد يخفى عليها ضرر الدخان ؟ إن الذي
يفتيك أن الدخان حلال لايداويك حين تتعرض لأخطار الدخان ولايدافع عنك بين يدي الله
تعالى حين يسألك الله : ياعبدي! لقد أنعمت عليك بالصحة فلماذا آذيت نفسك حتى اعتلت
صحتك ؟؟ ماذا تفعل إذا اختلف الفقهاء ؟ أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لايعلمهن كثير من الناس فمن اتقى
الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) وهل تدري ياأخي
المؤمن أن كل العلماء يقولون : إذا اختلف أهل العلم في أمر بين التحليل والتحريم
فاجتنبه خروجاً من الخلاف .. فلماذا نتخذ الخلاف وسيلة إلى إرضاء شهواتنا ؟!
ولانبحث عن البراءة عند الله ؟ ولانبحث عن البراءة من الأضرار ؟

أما أن الشرع جاء بالتيسير
لابالتعسير فهذا صحيح ، لكن تعالوا نسأل أنفسنا : هل التيسير أن يكون الإضرار
بأنفسنا حلالاً أم حراماً ؟ وكذلك يقال في الحرج : إن الله تعالى ماجعل علينا في
الدين من حرج لكن أين الحرج : أهو في الإضرار بأنفسنا أم بدفع الضرر عنها
؟
كان أحد المدخنين يحاور ويناور
في مسألة الدخان فقال له أحد جلسائه : دعنا من الدخان وتعال إلى مسألة ثانية ، ماذا
تقول إذا تناولنا قطعة النقود الورقية فأحرقناها ؟ قال المدخن : هذا حرام ، قال
الآخر : أهو حرام بين أم فيه شبهة ؟ قال : بل هو حرام بين ، قال : أرأيت لوترك
الورقة المحترقة في يده حتى أحرقت يده أيكون ذلك حلالاً أم حراماً ؟ قال المدخن :
هذا حرام أشد من الأول ، قال : لماذا ؟ قال : لإنه أضاع ماله وأحرق يده قال الآخر :
هذا ماتفعله بنفسك عند التدخين تماماً ، أليس التدخين جديراً بالتحريم ؟

إن المدخن يقول : إن دين الله يسر
فلا تشدد علينا والله يقول : وما جعل عليكم في الدين من حرج [الحج78] ومادرى أن
الحرج في التدخين لافي تركه .
ومن
أساليب المداورة والمناورة عند المدخنين أنهم إذا سمعوا من يحتج على منعه بقوله
تعالى في وصف خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام l يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم
الخبائث) [الأعراف157] قالوا له : إنه خبيث عندك أما عندنا فطيب فهذه مغالطة لإن
العبرة ليست بذوق الذين أدمنوه فأحبوه بل بذوق الإنسان الطبيعي الذي لم يذقه أصلاً
فهل هذا يستطيبه ؟
أليس هذا
تحايلاً ؟ على من يتحايل الإنسان هنا ؟ على علماء الإفتاء أم على الله ؟ وهل يستطيع
أحد أن يتحايل عليه سبحانه ؟ أليس التحايل على الشرع تهرباً من حكم الله الذي أنزله
لمصلحتنا ؟ إذن فالتحايل عليه كتحايل المريض على وصفة الطبيب لاتفيده إلا ضياع
فائدة الدواء !!
ثم ينبغي أن نعلم
أن تفسير الخبائث على هذا الوجه هو تفسير لكتاب الله بغير علم وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) رواه
الترمذي ورمز السيوطي لصحته .
بعد
هذا كله تعال ياأخي المسلم ننظر في أقوال العلماء الذين أباحوا التدخين لنعرف حقيقة
قولهم ولنضعه في موضعه ، الدخان ضرره شديد لاخلاف على ذلك فكيف قال هؤلاء العلماء
إنه مباح ؟!
هؤلاء نظروا إلى حالة
الإنسان الذي تعود على التدخين حتى تملكته هذه العادة فغذا تركه أصابه الضجر
والعصبية فأثر على كل أعماله وربما ازداد هذا التأثير حتى يشتم الناس أو ينطق
بالكفر فصارت إباحته تفادياً لهذه الأضرار فدفعوا الضرر الأشد بارتكاب الضرر الأخف
. يعني أنهم نظروا إليه على أنه دواء وهذه نظرة لاننكرها كما أن أصحابها لاينكرون
أضرار الدخان وإذا نظرنا إلى الدخان كدواء فها حالة استثنائية لايبنى عليه حكم
الدخان في كل الأحوال الذي يفتح الطريق للأمراض الشديدة كضيق الصدر والسرطان وأمراض
أخرى ، فالدخان كمايقول الأطباء سم يجري مع دمك إلى كل خلية من خلايا الجسم ، فماذا
يفعل السم في خلايا الجسم ؟!
هذا
هو التدخين في الطب وهذا هو حكمه في قواعد شرعنا الحنيف ، ومن آذى نفسه به كان
مذنباً ذنباً واحداً ، أما من تناوله وزعم أنه حلال فقد أذنب ذنبين : أحدهما : فعل
ماحرمته قواعد دين الله ، وثانيهما : التحايل على ماحرمه الله ، والثاني أعظم من
الأول لإنه تبديل لحكم الله عزوجل وهو نوع من عمل ( الذين يحرفون الكلم عن
مواضعه)
أخيراً : لقد اتفق العالم
كله على تعيين يوم في العام لمكافحة التدخين ونحن لانرفض هذا اليوم ولكن نقول لهم :
ماالفائدة في يوم واحد بعدما استقر حب الشهوات في النفوس ، وصار جزءاً من التصرفات
اللاإرادية عند الناس ، لقد علمتهم الحضارة الغربية على حب الشهوات وإن كانت مضرة
أشد الضرر
وماذا ينفع يوم واحد في
العام والمزارع تنتج ملايين الأطنان، والمصانع تهيئها للمدخنين ، ويروج لها التجار
في كل مكان ، ودعايتهم تنادي تعالوا ياأسرى الشهوات هاتوا أموالكم ننتفع بها وخذوا
الدخان ليضركم ، هاتوا أموالكم وخذوا كل الأمراض التي يسوقها التدخين إلى أجسامكم
وإلى أولادكم وإلى جلسائكم .هكذا علمت الحضارة الغربية شعوب الأرض أن يتناولوا
الأضرار وهم يعلمونها أضراراً حتى إنك ربما تجد طبيباً ينهاك عن التدخين وهو يدخن
في اللحظة نفسها ؟
ولذلك تجد
المريض المدخن يقول : لاأتركه ولو مت بسببه ، هذا هو الميل العظيم الذي حذرنا الله
عزوجل منه بقوله : ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً )
[النساء27] أين هذا من رسالة الإسلام التي جاءت لرحمة الناس جميعهاً فخاطب الله
رسوله بقوله : ( وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين) [ الأنبياء 107] وخاطب أمته بقوله :
( وماجعل عليكم في الدين من حرج [ الحج 78] وقوله تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ) [ الإسراء
9]
فغذا أصابتك حالة من المزاج
العصبي فلاتلجأ إلى الدخان واذكر الله تعالى فإنه قال سبحانه : ( ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) [ الرعد 28] وقل دائماً : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري [ طه 25] وسل
الله أن يشفيك من مرض التدخين ، وأكثر من قراءة قوله سبحانه ( وإذا مرضت فهو يشفين
) [ الشعراء 80]
اللهم صل وسلم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم
وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض عن الصحابة أجمعين
.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين

الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين

موضوع: رد: لماذا نخدع أنفسنا ؟ 19/3/2010, 11:24 pm

جزاااك الله خير الجزاااااء

بارك الله فيك

موضوع: رد: لماذا نخدع أنفسنا ؟ 20/3/2010, 7:03 pm

نورتي يا لولو والله

وإن شا الله ما في أي حد يدخن عندكم

موضوع: رد: لماذا نخدع أنفسنا ؟ 23/3/2010, 1:34 am

جزاااك الله خير وان شاء الله يبطلوا الشباب التدخين

» لنضحك على أنفسنا !!
» لماذا ذكر الغراب في القرآن
» ( لا ) ... ( لماذا ) .... ( اذن ) ...!!!
» ملل طفش زهق لماذا كل هذا
» لماذا سمي جبل عرفه؟؟؟؟؟؟ أحد يعــــــــــــرف...