منتديات قوصاد
أهلا وسهلا بك في منتديات قوصاد ، نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات في جنبات المنتدى ، كما يشرفنا أن تسجل معنا وأن تكون عضوا في كوكبة المتميزين
منتديات قوصاد
أهلا وسهلا بك في منتديات قوصاد ، نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات في جنبات المنتدى ، كما يشرفنا أن تسجل معنا وأن تكون عضوا في كوكبة المتميزين
منتديات قوصاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قوصاد

حينما تفكر ... حتما ستبدع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 31 أغسطس عام 1969 بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
yamina23
مشرفة قسم الحكم والأمثال والتاريخ والحضارات
مشرفة قسم الحكم والأمثال والتاريخ والحضارات
yamina23


عدد المساهمات : 1097
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 40
المزاج المزاج : ربنا اهدينا في من هديت

31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty
مُساهمةموضوع: 31 أغسطس عام 1969 بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي   31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty31/8/2010, 3:37 pm

قصة الثورة في ليبيا.. الساعات الأخيرة... بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي
كان هذا اليوم 31 أغسطس عام 1969 م هو اليوم الأخير لـ 4000 يوم من رحلة تاريخية شاقة .
4000 يوم ! يا لهول الصورة !! يا للقيمة التاريخية ليوم 31 أغسطس الذي يكون هو آخر يوم من آلاف تلك الأيام !! إن زبدة 10 سنوات على الأقل من المخاض المرير تتزحلق بصعوبة مع هذا اليوم .. يا ترى كيف تحملت نفوسنا ساعات ذلك اليوم الأخير وبأي أعصاب استقبلناه وودعناه ؟
أما بالنسبة لي فقد شعرت بإرتياح لم أشعر به منذ عام 1959 م .. عندما بدأنا العمل تحت الأرض . شعرت في صباح هذا اليوم أن العمل السري المحطم للأعصاب قد إنتهى حقا ومهما كان نوع النهاية . مشقة ثقيلة وقاتلة 4000 يوم كل يوم منها مرٌ بي ومررت به وفي كل ساعة من ساعاته توقعات مخيفة وفي كل ليلة وكل يوم أشباح مفزعة .
فهذا الأمل الكبير قد يخيب في أي يوم وهذه حياتنا قد تتعرض للخطر في أي ساعة . 4000 يوم من المعالجة النفسية لعشرات ومئات النفوس .. نفوس أمارة بالسوء .. نفوس لوامة .. هذا لا يصلح .. زيد طالح نبتعد عنه .. عبيد صالح نقترب منه .. إقترب من هذا الطيب إبتعد عن ذلك الخبيث .. فلان في الألف يوم قومي مخلص .. ولكنه في الألف الثانية إقليمي منافق .. علان في الثلاثة آلاف يوم الأولى وحدوي حر .. بيد أنه في الألف الرابعة مرتد وجبان - عليكم ألا تثقوا فيه - الآن فقط عرفناه .. ضموا هذا نعم الشباب ..ولكنه بعد مئات أو آلاف الأيام ابتعدوا عنه بئس الناس.. فلان خدعنا.. علان لدغنا .. واحسرتاه ! واخسارتاه ! يا للأسف ! يا للخيبة ! ولكن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. ثم الحمد لله لقد اكتشفناه من الألف يوم الأولى قبل الألف الثانية .. ما شاء الله ثلاثة آلاف يوم لم يكتشف أمرنا ولكن هذا الذي نبهنا عليه ربما يكون مندسٌا بيننا إني أشك حتى في الآخر .. وما رأيك في أصدقائك .. فلان .. وفلان .. وفلان .. الأول ربما .. أما الثاني فلا يتطرق إليه الشك .. الثالث لا أعرفه .. ربٌنا يستر .. مباحث أمن الدولة اكتشفت أمركم .. الاستخبارات العسكرية وصلتها معلومات عنكم . المباحث كلفت بإقتفاء أثركم .. حتى الملك وْضع في الصورة .. سفارات الدول الحليفة وضعت خبرتها تحت تصرف المسؤولين .. إحتمال القبض عليك يا ملازم معمر .. حتى الخروبي ورد اسمه وأيضا الخويلدي هذا ما قاله لنا ضباط الاستخبارات الطيبون أبوغولة.. هويسه.. خليل .. عبد المطلوب .. والفار وهذا ما أكده لنا أميرْونا الكبار / المدفعي .. وفوزي وغريبيل الطيبون أيضا .. يا ترى كيف تسرب الخبر من بينكم جاسوس ويا ترى من هو ؟ لا .. بل أحد الجنود كان يعرفك وبلغ عنك .. لا .. إنه ضابط صف عرف الخبر بطريقة أو بأخرى .. أبدا .. أحد الضباط تسرب منه السر في حفلة زفاف .. ليس هذا ولا ذاك .. إنه طالب في الكلية العسكرية شاور والده في مسألة انضمامه للحركة .. والده نقل الأمر إلى من يهمه الأمر .. المهم أنكم في خطر .
هذا الشهر هو أخطر الشهور المائة الماضية .. وهذه السنة هي أخطر السنوات الثماني لا .. بل السنة الماضية أخطر .. نعم وإن ذلك الشهر الثاني كان أصعب .. الكتيبة الرابعة تم حلها كخطوة أولى في الإجراءات المضادة .. معسكر قاريونس وضع تحت المراقبة الشديدة .. مدرعات القوة المتحركة وصلت بنينة .. شاهد عيان رأى قوات
إنجليزية كبيرة تنزل في طبرق لحماية الملك .. بريطانيا عندها علم ؟ ربما أمريكا أيضا .. الضابط الفلاني خاف واعتبر نفسه منسحبا من الحركة .. والضابط العلاني خائف جدا وربما يبلغ عن الحركة نعلمك أن فلانا ارتد.. وأن علانا حيله إنهد.. يأس.. قنوط.
مهما طال الليل سيطلع الفجر نحيطك علما أن أربعين ملازما رشحوا لدورة في بريطانيا ..اثنا عشر سافروا بالفعل معظمهم من ضباط الحركة.. إجراءات مضادة سريعة.. أنت الملوم لأنك تثق حتى في البرجوازي .. أبداً الوطنية لا تعرف هذا التصنيف .. الوطن للجميع - حتى فلان والده غني ولكنه أحسن الثوار .. ربما واحد فقير - أغروه بالمال وضيعكم .. هذا ممكن أحيانا .. وذلك ممكن بعض الأحيان .. ويا ترى نحن في أي حين من هذه الأحيان .. علينا أن نسرع بالتنفيذ .. لا .. علينا أن نلجأ إلى التأجيل .. المسألة ضرب أخماس في أسداس .. لنجرب الأسداس في الأخماس .. هي واحد .. لا هي اثنان . 4000 يوم تنتهي بواحد وثلاثين أغسطس 1969 م كلها توقعات تخمينات .. تفكير .. تدبير .. تجارب مع الناس .. بل مع نفوس الناس .. معاملات حسنة وأخرى سيئة.. تجارب فاشلة وأخرى ناجحة ، صعوبة .. خطورة .. تتبع .. مقاومة عنيفة ..انهيار .. ربما تنتصر.. قد لا تكون عنيفة .. قد تنجح - يا له من ظلام دامس .. ويا له من ليل طويل لكن هلها فيها ، سيطلع الفجر مهما طال الليل .. ستبزغ الشمس ويختفي الظلام كلية .
ضباط المدفعية على أتم الاستعداد. وأغلب وحدات الدروع جاهزة.. الطيارون المنضمون إلى الحركة وصلوا من الخارج وتمت دورتهم .. طلبة كلية الشرطة المنضمون تخرجوا .. ويقولون نحن رهن الإشارة .. ضباط الصف في معسكر قاريونس يعرضون فكرة التمرد إذا تعرض الملازم معمر للقبض .. ستكون ساعة الصفر .
هذه هي حياتنا طيلة 4000 أربعة آلاف يوم عبر عشر سنوات عجاف ثقال 4000 يوم في قافلة الموت .. في قافلة الأمل . وتلك هي هواجسها .. وتوقعاتها - وأيضا تلك هي أحداثها ووقائعها حقيقة لا خيالاً .. إن الذين عاشوا دوامة 4000 أربعة آلاف يوم في الظلام وتحت الأرض لا شك أنهم سيتنفسون الصعداء في هذا اليوم 31 أغسطس 1969 م مهما كانت نهايته وليلته وصبيحة اليوم الذي يليه بهذه النفوس المتعبة
من عناء رحلة 4000 يوم .. وبأجساد مثخنة بآلام 10 سنوات طويلة من الكفاح الحقيقي والصبر الجميل والثبات على الدرب الصحيح دون أن تزل القدم .. بمرارة المعاناة وحلاوة الأمل .. بهذا كله استقبلنا يوم 31 أغسطس آخر الأيام في مسيرة مرهقة وخطيرة من أجل شعب ومن أجل أمة.. في سبيل حرية وكرامة وعقيدة وبناء.
طلبت من زملائي في معسكر قاريونس أن نتظاهر بكل هدوء واطمئنان صباح هذا اليوم لأن معسكر قاريونس هو المثابة الأم ولذلك فهو تحت المراقبة المؤكدة .. وعرضة للمداهمة في أي دقيقة فهم يعتبرونه معسكر قيادة الثورة وأن نقوم بواجباتنا العسكرية العادية كاملة وبإتقان إلى أن ينتهي الدوام عند الظهر وبعد ذلك نكون كما قال المهلهل :-
أقول لتغلب والعز فيها أثيروها فدأبكم انتصار
خذ العهد الأكيد على عمري
بتركي كل ما حوت الديار
وهجري الغانيات وشرب كأس ولبسي جبة لا تستعار
ولست بخالع درعي وسيفي
إلى أن يخلع الليل النهار
أو أن تبيد سراة بكر
فلا يبقى لها أبدا آثار
ولم ألبس بدلة ميدان ولا بدلة شغل .. وتعمدت ارتداء القبعة وقيافة التشريفات قيافة المكتب التقليدية ولم أسمح لا للحماس ولا للخوف بالظهور على سلوكي ، كان المقريف قلقا وكنت ألمحه بين فترة وأخرى يطل في حركة استعراضية لعله يلحظ مني شيئاً ولكني تعمدت أن أتجاهله ، أما عبد الفتاح فكان من الحماس مذهولاً حتى الثمالة وبهذا شلت حركته .. أما الخروبي فتجلت عليه أمارات الإيمان وصارت حالته كحالة الشهيد المؤمن القادم على الموت .. وأذكر أحمد عون الذي يعلق كل همومه علينا فهو كالجندي الواثق من قيادته تماما .. أصف حالة الذين كانوا معي فقط في معسكر قاريونس في ذلك اليوم العصيب من ضباط وضباط صف أعضاء في الحركة .
وقد جاءني سليمان محمود ، أتاني من المرج وصححت له ما قلته لعبيد عبد العاطي وهو أن الإجتماع هذه الليلة في منزل فرج سليمان بالأبيار وليس منزله هو بالمرج .
إختفى .. وقدم نفسه بعد الحركة !
وكنت قد بلغت كافة الضباط في كل الوحدات أنه إذا انتهى الدوام يوم 31 أغسطس أي إذا فاتت الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ولم يصلكم مني أي تغيير في الخطة أو الموعد نكون قد دخلنا مرحلة اللاعودة في التنفيذ ..وفعلا تم الدوام وكل شيء كما اتفق عليه ومن المشيئة أن يأتيني آمر سرية المخابرة "سعد السنوسي" ويقول لي أنا ماشي وخذ بالك من السرية حتى نهاية الدوام .. ووقع على الإجازات نيابة عني .. وكان ذلك على غير عادته .. وهي فرصة غير متوقعة .. جعلتني أستبدل عريف خفر المعسكر بضابط صف أثق فيه وهو الدرعي رحمه الله .. وأتحكم في الحراسات وبقية الخفارات ورتبتها كما أريد.. ثم استعرضت المجازين فوجدت عددا منهم من الذين نحتاجهم هذه الليلة - كالسائقين وأعداد الأسلحة - وعليه قررت إلغاء إجازاتهم .. ولكن بكيفية لاتثير الشك - خاصة أني واضع في الحسبان أن كل حركة يفترض أنها مراقبة هذا اليوم دون أن ندري .. وهكذا اتصلت بآمر السرية بالهاتف في منزله وقلت له .. إن معظم المجازين من السائقين - وإني أرى الموافقة على إجازة بعضهم والبعض الآخر أعرضه عليك غدا لتقرر ما تشاء وقال لي معك الحق فهو كذلك .
وهكذا وضعت هذه المجموعة في الخطة بموافقة آمر السرية دون أن يدري .
ثم جاءني الملازم الحجازي وقال لي إن عمر المحيشي موجود في بنغازي ولا علم له بشيء بينما كتيبته في ترهونة .. وأخبرته أن الثورة هذه الليلة وكل الضباط على علم بذلك .. ولكن لم يصدق وقال لا أتحرك حتى يكتب لي معمر ورقة بخط يده .. يحدد فيها ميعاد الثورة ويوقعها .. وأمام هذا الطلب الغريب طلبت من الخروبي أن يذهب للمحيشي في البركة - وفعلا قابله .. ولم يجد عنده أي نية في الالتحاق بوحدته التي هي في ترهونة - فأعطاه مصطفى ثلاثين جنيها ليشجعه على السفر في الطائرة - ولكن المحيشي أخذ الثلاثين جنيها ولم يقرر السفر - وقال أريد مقابلة معمر نفسه .. وعندما علمت هذا طلبته في معسكر قاريونس وجاءني وأكدت له أننا قررنا الثورة هذه الليلة وعليه الالتحاق بكتيبته في ترهونة وسيجد تفاصيل واجباتها عند الخويلدي . وللحق فرح كثيرا عندما تأكد مني شخصيا أن الثورة هذه الليلة وهنأني على ذلك . وفعلا سافر إلى طرابلس ولكنه لم يلتحق بالكتيبة واختفى خارج المعسكر بملابس مدنية حتى يتأكد هل فعلا الثورة هذه الليلة حتى بدأت الحركة . وعندئذ دخل المعسكر وقدم نفسه للخويلدي . فقال له الخويلدي .. اعتبرناك غائبا . ولم نحدد لك واجبا في الخطة . ولكن ها هو أبوبكر يونس متحرك لإعتقال الشلحي فإلتحق به .. وفعلا التحق بالمدرعات التي يقودها أبوبكر يونس وعندما سئل عن مسدسه قال نسيته في سيارة الأجرة وحقا جاء السائق وسلمه لمعسكر باب العزيزية .
وهكذا بإنتهاء الدوام انهمكنا في وضع تفاصيل خطة في حجرتي الخاصة وتغذينا ولم نتعش - ولم نتذكر إلا صلاة المغرب - حيث صلينا جماعة داخل الحجرة المذكورة وكتبت بيدي الخطة العامة على نموذج برقية رسمي رقم 2 وقرأت وأمليت على مصطفى الخروبي نسخة أو نسختين ثم كتبت بقية النسخ بنفسي وكان معي أحمد عون وكلها كانت تحت عنوان" أمر عمليات رقم واحد ".. وكانت الخطة تشمل الآتي :-
معسكر قاريونس : واجبه مدينة بنغازي .. مجموعة تداهم المعسكرات ومجموعة للبريد وأخرى للإذاعة ومحاصرة معسكر الصابري ثم مواجهته إذا تحرك ضد الثورة . وكان معنا معسكر البركة وعندنا عناصر احتياطية في معسكر الفويهات ، الكتيبة الخامسة درنة تحتل إذاعة البيضاء وتقبض على كبار المسؤولين فيها .. وتتخذ مواقع في مواجهة قرنادة وحدات المرج تتحرك أيضا إلى البيضاء وتحاصر معسكر القوة المتحركة بقرنادة . ولكنهم اقتحموا معسكر قرنادة بدون قتال ولم يقتل إلا جندي واحد .
وكنت في الحقيقة أرمي إلى محاصرة هذا المعسكر فقط وأعطيت أسماء بعض ضباط القوة المتحركة لهذه الوحدات وقلت لهم إتصلوا بهؤلاء قبل أي صدام وأني أعرف بعضهم .. وهم يعرفونني .. وقولوا لهم قولاً حسناً واذكروا لهم إسمي وأذكر من بين تلك الأسماء عبدالله مفتاح ورمضان هارون وعبيد رزق وعبد الله شعيب وسالم الشيخي والآخرون الثلاثة ضباط ناصريون مثلنا عرفني عليهم مسعود عبد الحفيظ . الكتيبة الثالثة تحتل مطار بنينه ومستودعات الذخيرة في بنغازي وتحاصر معسكر القوة المتحركة في بنينه..وتخصص قوة احتياطية تبقى تحت طلبنا إذا احتجنا لها في بنغازي .. مفرزة مضادة للدروع تتحرك من الأبيار لتأخذ المواقع التي ثبتناها على الخريطة حول قرنادة - ضباط البردية أذكر منهم شعبان عبد الونيس والرماح الجرد يلتحقون بحامية درنة . ضباط المدفعية بمصراتة ينضمون لوحدات الخمس .. وحدات الخمس من مدفعية ودروع تحتل معسكر تاجوراء وتحاصر قاعدة الملاحة الأمريكية ( قاعدة ويلس ) ( معيتيقة الآن ) .. وحدات ترهونة المكونة من مشاة ومدرعات بقيادة بوبكر والخويلدي تحتل المطار ومخازن الذخيرة وتشترك في احتلال الإذاعة وتعتقل في طريقها مدير التدريب العسكري ونائب الملك .
وحدات باب العزيزية من هندسة ودفاع جوي وبحرية تحتل رئاسة الأركان ووزارة الدفاع والبريد الرئيسي بطرابلس والإذاعة وتحاصر معسكر قرجي التابع للقوة المتحركة وتقبض على كبار المسؤولين الملكيين وتغلق طرق قاعدة الملاحة الأمريكية .. الطيارون المنضمون للحركة فقط يسمح لهم بالإلتحاق بطائراتهم . الكتيبة السادسة بالزاوية تنضم لوحدات طرابلس - أبوبكر يونس - تبقى في يده القوة الاحتياطية من الدروع غرب طرابلس كم - 16 لدفعها في أي جهة عند الاقتضاء . حامية سبها استبعدت من الخطة .
وانطلقتْ في مساء هذا اليوم كل الوحدات للاستطلاع النهائي لأهدافها وعكفنا في نفس الحجرة على تحديد المجموعات التابعة لمعسكر قاريونس بالاسم والسيارات بالرقم وأخيراً وضعت أمر العمليات رقم واحد الذي كتبته بخط يدي في مظاريف وختمناها بالشمع الأحمر بشكل رسمي وعنونٌاها لكل وحدة من وحدات المناطق التي حولنا . أما خطة الوحدات التي ذكرتها سلفا في طرابلس وما حولها فهي نفس الخطة التي وضعناها في شهر مارس وتركت للجماعة في طرابلس مهمة تحويرها بما يتفق مع الظرف الراهن وحسب ما كتبته على قرطاس الدخان المذكور .
ساعة الصفر !
وفي الساعة السابعة تقريباً مساء هذا اليوم توجهت ومعي المقريف في سيارة عبد الفتاح للقاء ضباط وحدات المرج والأبيار لإعطائهم الأوامر النهائية . وتم اللقاء في منزل فرج سليمان وحضره ضباط ممثلون عن الوحدات المذكورة .
أتذكر منهم فرج وعلي وعبيد وسليمان والرفادي والدغاري وعريبي .
وسلمت لهم المظاريف المختومة بالشمع الأحمر والتي تحوي خطة كل وحدة وأهدافها .. وفتحت مظروفا آخر وقرأت عليهم الخطة العامة للحركة هذه الليلة والواجبات التفصيلية لكل وحدات الجيش بما فيها سرب الطيران إف 5 والبحرية ورجعنا إلى بنغازي وكانت الساعة التاسعة والنصف وأردت أن أسمع النشرة الداخلية كنوع من التسلية حيث إن هذه النشرة ربما تكون الآخرة وتكون إحدى النوادر .. ولكني في الحقيقة عجزت عن تركيز ذهني على النشرة ولم أتذكر منها شيئا .
وقبل الوصول إلى معسكر قاريونس مررنا على مجموعة من ضباط الصف كنت قد رشحتهم من وحدات مختلفة ووضعتهم في الخطة . وطفنا على عدد من المنازل حتى خفت أن ينكشف أمرنا .. ولكن بعد وصولهم معي إلى معسكر قاريونس ومعرفتهم لحقيقة الأمر رفضوا وتعالت أصواتهم في الساحة في ذلك الليل وخشية من أن يدب التمرد في المعسكر كله سمحت لهم بالرجوع إلى منازلهم ومنحتهم سيارة عبد الفتاح ليعودوا فيها .. وقد بَقِيتْ معهم أياماً كثيرة بعد الثورة .
أما الخروبي فقلت له .. لا تغادر المعسكر حتى نعود من الأبيار لترد على أي اتصال وتعالج أي طارئ !. وفي الساعة الحادية عشرة ليلاً قررنا أن نعد أنفسنا للمقاومة إذا اكتشف أمرنا - بعد هذه الساعة - وقبل ساعة الصفر . كسرنا باب مخزن الأسلحة والذخيرة ومعي ضباط صف الزغرات والكعامي وأغلقنا الباب من الداخل وحطمنا صناديق العتاد الجديدة وشرعنا في ملء مخازن الرشاشات والبنادق والغدارات وتسليح القنابل اليدوية وأغلقنا النوافذ الخارجية ووضعنا في جيوبنا مسدسات جاهزة للاستعمال الفوري .. وكان العرق يسيل منا مــثل الشمعة التي تسيل وهي تحترق لتضيء .
وقد نبهت الخروبي ألاٌ يبلغ محمد الشلماني إلا في آخر لحظة لأني لا أحسٌ بإطمئنان من جانبه . وعند منتصف الليل اتصلنا به في منزله هاتفيا وقلنا له : إن الوالد موجود في المعسكر وليس لدينا سيارة فأرجو أن تأتي لتنقله إلى البركة وفعلاً جاء ولكن عند دخوله كنت داخل مخزن السلاح فأعلمه مصطفى بكل شيء .. فأخذ يضرب سيارته بيديه بكل قوة غاضبا وهو يقول .. كيف أْبلغ في آخر لحظة أين الملازم معمر - أنا أريد أن أرى الملازم معمر نفسه . ورجع من حيث أتى ليبلغ عن الثورة . وبعد أن جهزنا كمية من الأسلحة كافية لمقاومة أي تدخل سريع قبل ساعة الصفر رجعت إلى البهو .. وكل شيء على ما يرام .
وفجأة تندفع داخل المعسكر سيارة البوليس الحربي وتقف أمام البهو .. ويترجل منها ضابط صف بقيافة عسكرية كاملة - بما فيها المسدس - وكان أول توقع لدينا هو أن عمليات القبض المضادة قد بدأت .. ووضعنا أيدينا على السلاح .. وتركت للخروبي والمقريف التفاهم المباشر مع ضباط الصف ولكنه قال : إن حادث سيارة بالقرب من معسكركم بلغنا به فأين هو وتنفسنا الصعداء . ويبدو أنها سيارة استطلاع بعثها الشلماني المذكور فهو ضابط في البوليس الحربي ليتأكد من ما يجري في معسكر قاريونس . وكان المقريف قد أبلغني في المساء أن عبد السلام اتصل به وقال له قل لمعمر كل شيء تمام في طرابلس فزاد اطمئناني وخاصة بعد أن غير عبد السلام موقفه . وأمرت المقريف أن يسيطر على مداخل ومخارج المعسكر بالحراسات والذخيرة الحية ولا يسمح بالدخول أو الخروج إلا بإذن .
وإنتظاراً لساعة الصفر التي كانت الثانية والنصف استلقيت أنا والخروبي على سرير واحد في حجرته وكنا ننصت إلى إحدى إذاعات القاهرة وهي تختتم برامجها ليوم 31 أغسطس 1969 م وقال لي مصطفى لنتفاءل بالآية التي ستنهي بها هذه المحطة إرسالها وإذا بالمقرئ محمود خليل الحصري يتلو قوله تعالى :
((يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبــعوا رضـــوان الله والله ذو فضل عظيم)) .
وقد بثت هذه الآية الطمأنينة والسكينة في نفوسنا .. وأخذنا نردد حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. وقد تأكدنا من النجاح كما لو أن واحداً من الغيب قد أخبرنا به !.
وطلع فجر الفاتح العظيم !
وعندما اقتربت ساعة الصفر قال الخروبي ليصلِ كل منا ركعتين قبل الحركة وقال إني أحرقت كل الأوراق التي كتبتها بخط يدك وكانت في الحجرة ولم أكن في تلك اللحظة الحاسمة مكترثاً لشيء إذ أني أسقطت جحيم العمل السري بدون رجعة في هذا اليوم 31 أغسطس 1969 م وأذكر أني حفرت لواحد من المظاريف وبه أمر عمليات بخط يدي وأخفيته خلف حجرتي ووضعت على الحفرة حجارة وموهتها على أمل أن أعود إليه إذا نجحنا لأنه يعتبر وثيقة تاريخية نادرة . ولكن للأسف طالت المدة ولم أعثر عليه بعد .
وكان مصطفى قد خرج قبل ذلك بقليل وقام بجولة في بنغازي وأحضر معه عاشور صالح وعوض السعيطي ولم يفصلنا عن ساعة الصفر إلا عشر دقائق وقد دق جرس الهاتف فرددت عليه وإذا بالشلماني يقول لي : هل الكلام الذي قاله لي الخروبي صحيح وهل هناك حركة الليلة فأكدت له ذلك وطلبت منه أن ينفذ ما أْمر به فقال لي : لا .. لا تتحركوا هذه الليلة - الحركة كْشفت .. بنغازي مْلئت حرساً شديداً .. الشرطة تملأ الشوارع .. معسكر البركة مطوق المدينة لْغمت بالكامل - عرفوكم .. أترك كل شيء .. أجٌل كل شيء .. فسألت مصطفى ألم تلاحظ هذه الحركة وأنت راجع من المدينة .. فأكد لي مصطفى أن ما يقوله الشلماني لا أساس له من الصحة .. وقال لي .. أقفل عليه إنه جبان إنه خواف .. ليس لدينا وقت نضيعه معه وكاد مصطفى يختطف مني السماعة لينهي المكالمة .. ولكن تظاهرت بتصديق ما قال الشلماني .. وقلت له اطمئن لا توجد عندنا حركة .. هذا حادث سيارة وشرطة عسكرية وتحقيق .. وكل شيء عادي - ما سمعنا بأي حركة - اطمئن .. ولحظتئذ هدأ صوته وانتهت المكالمة بالعبارات التقليدية حسنا .. مع السلامة .. تصبح على خير .. الخ . وقد حلت الثانية والنصف وتلاشى مع آخر دقيقة فيها عهد فاسد .. عميل.. عهد استعمار .. وبدأ عهد جديد .
أما الشلماني فقد كان مدسوسا علينا .. وكان قد ارتد لخوفه من كثرة التأجيل .. فذهب لقادة الجيش: رئيس الأركان رئيس التدريب رئيس الحركات وهم شمس الدين السنوسي والشلحي وعون شقيفة وأعطى كل ما يعرف من معلومات وأسماء وعلى رأس القائمة الملازم معمر القذافي وكلفوه بمتابعتنا كما هو معروف في محاكمته أمام محكمة الشعب . أما ما قام به تلك الليلة فهو أنه ذهب إلى البريد بعد أن تأكد من أن الثورة هذه الليلة - وأخذ يتصل بالشلحي ليبلغه بذلك . ولكن لحسن الحظ لم يفلح في الاتصال به رغم عدة محاولات .
في الواقع لم أستبعد ما قاله الشلماني في تلك اللحظات الرهيبة والفاصلة لأن حركتنا تم الإبلاغ عنها وأنها تحت المراقبة منذ شهر مارس الماضي عندما نصحهم بشل فاعلية كل وحدات الجيش خاصة التي تتمركز حول مدينتي طرابلس وبنغازي بأقصى سرعة .. وما كان من قيادات الجيش إلا أن أمرت بسحب سيارات نقل الجنود من الوحدات الفعلية وتم تكديسها في معسكرات خاصة وحجز عليها تماما . وقالوا إن هذا العمل هو لترحيل آلاف الأكواخ ( البراريك ) من منطقة الكيش في بنغازي وباب العزيزية وعكارة وما إليها في طرابلس . ولم يرحل أحد . وبقيت البراريك بالآلاف إلى أن قامت الثورة وحولتها إلى عمارات شاهقة .
تم سحب عدد من المدرعات ووضعت في معسكر باب العزيزية وجهزت بالذخيرة الحية .. ووضعت تحت إمرة ضباط يظنون أنهم ليسوا من حركة الضباط الأحرار وتحت إشراف قادة الجيش الكبار أنفسهم حيث يمرون عليها صباحاً.. مساءً .
ثم كلف فصيل في كل كتيبة قريبة من طرابلس وبنغازي وسموه فصيل الإنذار وزود بالذخيرة الحية كذلك ووضع في حالة استعداد قصوى .. ثم هرب الملك على جناح السرعة إلى طبرق في حماية القاعدة البريطانية هناك لينام في الليل في القاعدة ويعود في الصباح إلى قصره في باب الزيتون .
هذه شهادة رئيس الحرس الملكي نفسه . ورغم مرور فترة هدوء حذر خلال ثلاثة أشهر تقريبا للأسباب المذكورة في رحلة الأربعة آلاف يوم وعندما نظرت نحو بنغازي التي تبعد قرابة 10 ك.م خْيل إليٌ أن كلام الشلماني صحيح فتراءت لي أضواء شوارع بنغازي وكأنها مغمورة في الغبار وتصورت أن الشوارع فعلا تعج بالحركة مما آثار ذلك الغبار الذي يغمر تلك الأضواء . وعليه حمٌلت سيارتي الجيب العسكرية المكشوفة من جميع الجهات - حمٌلتها بكميات مختلفة من ذخائر الغدارات والبنادق " إف إن" والمسدسات وقنابل يدوية نوع 36 إنجليزية مسلحة جاهزة للانفجار ووضعت أكثر من بندقيـة " إف إن "وأكثر من غدارة ( استيرلينج ) وأكثر من مسدس ويبلي كاحتياط لاحتمال العطل والإصابة وعدد كثير من المخازن المملوءة بالرصاص . وكنت جالساً في الكرسي الأمامي بجانب السائق (الصالحين) وورائي (زيدان الهَتَشْ ) وجندي آخر اسمه ( عرفة ) .
أقول كنت جالساً على برميل بارود من ذخائر وقنابل مسلحة تحت قدميٌ وبنادق وغدارات ومسدسات مملوءة ذخيرة حولي كل ذلك لأني توهمت صحة ما قاله الشلماني . وعليه قررت أن أكون في مقدمة الرتل لشق الطريق بالقوة إلى الإذاعة خوفاً من تردد جنودي إذا واجهتهم مقاومة ولأكون أول من يفتح النار أمامهم وأنا أعلم أن معسكر الصابري التابع للقوة المتحركة المضادة للجيش به قوة كبيرة تفوق قوة معسكر قاريونس . وإذا كانت هذه التي سبقتنا بالعمل المضاد فإن المعركة ستكون معها شديدة للغاية لأننا حتى تلك الساعة وهي ساعة الصفر لم نتحرك حتى نطوق ذلك المعسكر الخطير كما هو في الخطة وكان من أهم الأهداف لمعسكر قاريونس مع احتلال الإذاعة هو محاصرة القوة المتحركة في الصابري ومنعها من التدخل ضد الثورة ولكن نحن لم نصل إلى مواقعنا بعد .
فإذا اكتْشفت حركة الثورة قبل ساعة الصفر وهو ما أكده لي الشلماني كذبا فهذا يعني أنهم سبقونا بالحركة ضدنا ويعني أيضا الاصطدام الذي رسمنا خططنا بدقة لتحاشيه . وإلى جانب ذلك كان بمطار بنينة قوة مدرعة هي أيضا تبع القوة المتحركة . وقد استطلعتها فوجدتها جاهزة للقتال في أقصي درجات الاستعداد وهي أْحضرت أخيراً من معسكر قرنادة بالبيضاء بعد أن علموا بأن الثورة على وشك القيام كما أبلغهم الشلماني الجاسوس وكان واجبها مع معسكر الصابري هو تأمين بنغازي ومطار بنينة والتصدي للثورة عندما تقوم .
وقد بدا لي أن هذه القوة من بنينة إلى الصابري علمت بالثورة أنها هذه الليلة . وأْمرت بالتصدي لها وأنها فعلا نزلت لشوارع بنغازي وأن الصدام معها صار محتوما .
وقد أمرت الصالحين بزيادة سرعة الجيب للاندفاع أمام جنودي مع شارع البركة شارع جمال عبد الناصر ( الآن ) .. ولكني فوجئت عند وصولي أمام مركز شرطة البركة أن أفراد الشرطة هم الذين فوجئوا بحركة الجيش وخرجوا أمام المركز للتطلع إلينا وأيديهم في جيوبهم فصبحتهم بالخير فردوا عليٌ بأيديهم بعد أن أخرجوها من جيوبهم واندفعت مع الشارع حتى إني فقدت التماس مع رتلي الذي خلفي وإذا به يتبع رتل الخروبي ويتجه إلى اليمين بدل اليسار ورائي اتجه نحو معسكر (الريمي) والفويهات ومعسكر البركة وكلية الشرطة ومعسكر المستشفى العسكري ووجدت نفسي في ذلك الشارع الطويل بمفردي ولم أجد ما قاله الشلماني ولم أجد ما تخيلته أنا بنفسي تأثرا بما قاله . ووصلت محطة الإذاعة ولم أجد أحدا لا أمامي ولا ورائي وترجلت من السيارة ووقفت أمام الإذاعة . وفجأة تدفقت سياراتنا المحملة بالجنود التي فقدتها وأمرتها بإحتلال الإذاعة - أتت من ناحية الميناء بعد أن سلكت طريقاً طويلاً حول بنغازي .
أما سر عدم التعويل على خطة التشتيت الطويلة النفس وعقد الإجتماعات في مدينة البيضاء على أعلى المستويات بوتيرة محمومة في هذه الأيام الحاسمة من شهر أغسطس 69 ولأول مرة ينتقل الأمر من يد قادة الجيش إلى أيادي قوة الأمن والقوة المتحركة ورئاسة مجلس الشيوخ ورئاسة مجلس الوزراء وأمن الدولة . وأخيرا الملك نفسه - السر هو أن ضابطاً من الاستخبارات العسكرية وملازما كان ضابط صف من الجوازات وآخر مدني طبٌاع وبعد نشوة الشراب والسهر على ما يبدو وحسب الاعترافات كتبوا منشوراً على لسان حركة الضباط الأحرار وكأن الحركة هي
التي أصدرته . وكان منشوراً شديد اللهجة - كما يقولون - يعلن عن قرب انفجار الثورة ويعلن أن العهد الملكي محاصر .. وأن الإنقضاض عليه لإنهائه أصبح وشيكا وختم ببيت شعر يصف فيه الشاعر إدريس السنوسي بإبليس ويهاجم خطة الدفاع الجوي التي عملت لضرب حركة الثورة بطريقة باردة .
وبما أن الإستخبارات هي صاحبة المنشور فلها القدرة من الأعوان والإمكانات ما مكنتها من توزيعه على نطاق واسع حتى وصل إلى يد سكرتير الملك أبوسيف أو أبو عمر وعرض على إدريس السنوسي الذي اعتبره منشورا قد كتبه الجيش أو الشعب .. الخ .. وهو لا يعلم أن الذي كتبه هو ضابط واحد في الاستخبارات وضابط صف بالجوازات وطباع مدني . لكن المنشور مهما كان شكل خطرا على حركة الثورة ؛ لأنه يتكلم بإسمها وهي لم تكتبه فنحن لا نكتب مناشير للتوزيع على الإطلاق . بل نكتب مناشير لتوزيعها على أعضاء الحركة فقط . وأحيانا تكتب على المطبعة في قاريونس .. وتارة أكتبها بيدي على ورق الحرير وتسحب في قاريونس أو الخمس . وعندما إطلعت على ذلك المنشور الخبيث انزعجت كثيراً ؛ لأنه يتكلم بإسمنا ونحن لم نعمله .. وهذا يعني تنبيه العهد الملكي بأن يستعد لمواجهة ثورة وكأنه يشير بأصابع الاتهام لحركة الضباط الأحرار ويكشف قرب موعد الانقضاض . واعتبرته موجها ضدنا وليس ضد العهد الملكي الذي يهاجمه .. وأنه كلمة حق يراد بها باطل .. وأن ظاهره الرحمة وباطنه العذاب . فهو يهاجم العهد الملكي وقيادة الجيش وخطة الدفاع الجوي المصطنعة ولكن النتيجة هي ضرب ناقوس الخطر ليصحو النظام الرسمي من نومه .. وكأنه يقول له إن الثورة تطرق الباب اصحَ للدفاع عن نفسك .
وفعلا هذا الذي وقع عمليا فبمجرد إطٌلاع الدولة الملكية العميلة وأسيادها المستعمرين على المنشور قامت قيامتهم واقتنعوا بأن ما قاله لهم الجاسوس الشلماني صحيح 100 % وأنه ليس ثمة وقت لتطبيق خطة الدفاع الجوي وعملية التشتيت البطيء - وأن الأمر يستوجب الحسم وإنقاذ النظام الملكي فورا . وهكذا لأول مرة يكشف الحجاب وتزول الفواصل التقليدية بين الجيش والبوليس ويلتقي قادة العهد الملكي من شرطة وجيش وأمن دولة وقوة متحركة ومباحث عامة واستخبارات عسكرية ورئاسة الحكومة مع رئاسة الشيوخ .. مع رئاسة الجيش .. مع رئاسة الأمن . وأصبحوا في خندق واحد لأول مرة وكأنهم في سفينة نوح التي يداهمها الطوفان .
أما تفاصيل ما حدث هذه الليلة وما بعدها وتفاصيل ما حدث في شهر مارس وما بعده بعد اكتشاف أمر حركة الثورة سيرويها تاريخ الثورة في مناسبة أخرى إن شاء الله .
ودمتم بخير .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القرش
مدير المنتدى
مدير المنتدى
القرش


عدد المساهمات : 11377
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
العمر : 34

31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty
مُساهمةموضوع: رد: 31 أغسطس عام 1969 بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي   31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty1/9/2010, 2:44 am

تحية محبة وتقدير لقائد ثورة الفاتح العظيم

كل سنة وأنت بخير

العيد 41

وعقبال 100 عام

شكرا لك مشرفتنا المميزة على التذكير بهذه الذكرى الخالدة في قلوبنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yamina23
مشرفة قسم الحكم والأمثال والتاريخ والحضارات
مشرفة قسم الحكم والأمثال والتاريخ والحضارات
yamina23


عدد المساهمات : 1097
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 40
المزاج المزاج : ربنا اهدينا في من هديت

31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty
مُساهمةموضوع: رد: 31 أغسطس عام 1969 بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي   31 أغسطس عام 1969  بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي Empty1/9/2010, 1:13 pm

فعلا هذا القئد يستحق تحية تقدير دون ان ننسى ان له مواقف مشرفة كرئيس دولة عربية
شكرا ابو العز على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
31 أغسطس عام 1969 بقلم قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكتاب الأخضر بقلم الزعيم ~ معمر القذافي ~
» ليبيا تحتفل رسمياً بانتصار الثورة والإطاحة بنظام العقيد القذافي
» مالاتعرفه عن معمر القذافي
» بين ديمقراطيات الحكومات و ديموقراطية الثورة / بقلم منجي باكير
» رب الاسرة سمى إبنه معمر القذافي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قوصاد :: المنتديات الأدبية :: قوصاد التاريخ والحضارات-
انتقل الى:  
عداد الزوار
زوار المنتدى منذ يوم الجمعة 17-12-2010

free counters
" جميع المواضيع والردود فى المنتدى لاتعبر عن رأي الإدارة بل تعبر عن رأى كاتبها فقط "