الإمام الأوزاعي
فقيه الشام والأندلس
دفين بيروت
روى الحافظ ابو نعيم في "حلية الأولياء" أن أبا جعفر المنصور قد بعث إلى الإما م الجليل الأوزاعي ، فلما د خل عليه قال المنصور : " ما الذي أبطأ بك عنا يا أوزاعي ؟ " قال : " وما الذي يريده أمير المؤمنين ؟ " قال المنصور : " أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم ، فقال الإمام : "انظر لا تجهل شيئًا مما أقول" ، قال المنصور: كيف أجهله وأنا أسألك عنه وقد وجهت فيه إليك؟ قال: " أن تسمع ولا تعمل به ، فصاح الربيع به ، وأخذ السيف بيده ، فانتهره المنصور وقا ل للربيع : هذا مجلس مثوبة لا عقوبة ، فحينئذ قال الإمام الأوزاعي : يا أمير المؤمنين ، حدثني مكحول عن عطية بن يسر قا ل : قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما عبد جاءته من الله موعظة قي دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه ، فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة من الله عليه ليزداد بها إثمًا ويزداد الله عليه بها سخطًا ) يا أمير المؤمنين ، حدثني مكحول عن عطية بن يسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما وال بات غاشّاً لرعيته حرّم الله عليه الجنة) يا أمير المؤمنين إنّ الذي يلين قلوب أمتكم لكم حين وليتم أمورها قرابتكم من نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بهم رؤوفًا رحيما مواسيًا نفسه بهم في ذات يده ، وإنك عند الناس لحقيق أنّ تقوم فيهم بالحق وأن تكون بالقسط فيهم قائمًا ولعوراتهم ساترًا، لم تغلق عليك دونهم الأبواب ، ولم تقم عليك دونهم الحجّاب ، تبتهج بالنعمة عندهم وتبتئس بما أصابهم من سوء