((التـفسيــر))
يخبر تعالـى عن ذلة أهل النار، وسؤالهم أهل الجنة من شرابهم وطعامهم وأنهم لا يجابون إلى ذلك (أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ )يعني الطعام، ينادي الرجل أباه أو أخاه، فيقول له: قد احترقت، فأفض عليّ من الماء، فيقال لهم: أجيبوهم فيقولون (إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) يعني طعام الجنة وشرابها. روى ابن أبي حاتم قال: سئل ابن عباس أي الصدقة أفضل؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أفضل الصدقة الماء، ألم تسمع أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة، قَالوا: افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله) )،وقوله (فَاليَومَ نَنسَاهُمْ ……) اي يعاملهم معاملة من نسيهم لأنه تعالـى لا يشذ عن علمه شيئ ولا ينساه كما قـال تعالـى (فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى) طه :52)
وإنما قال تعالـى هذا من باب المقابلة (نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ) التوبة: 76)
(كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى) طه: 126) وعن ابن عباس :نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر. وفي الصحيح أن الله تعالـى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ الم اسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول لا، فيقول الله تعالـى: فاليوم أنساك كما نسيتني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]