البطل المجاهد شهاب الدين الغوري
من نتائج تشويه تاريخنا الاسلامي وتقزيمه يجهل أغلبنا أن الاسلام كان يسود العالم حتى الأمس القريب.
فإلى جانب الدولة العثمانية التي تمتد على مساحات شاسعة كانت هناك للاسلام دولة عظيمة في بلاد الهند اسمها الامبراطورية المغولية الاسلامية في الهند. نعم في الهند يوم كانت بلاداً اسلامية حيث كان لقبها أندلس الشرق ولا زال.
ومن أعلام هذه البلاد البطل المجاهد شهاب الدين الغوري
بعد أن فتح المسلمون مدينة شرستي الهندية بقيادة البطل شهاب الدين الغوري سنة 583هـ جمع ملكها (كولة) جنوده وتوجهوا لقتال المسلمين في جيش عظيم ومعهم عدد كبير من الفيلة، وقامت معركة شرسة استبسل فيها المسلمون إلا أن الكفة لم ترجح لهم وانهزمت ميمنة الجيش وميسرته، حتى أنهم قالوا لشهاب الدين انج بنفسك لكنه أبى وواصل القتال، ووصل إلى الفيلة فأصاب واحدا منها، وقاتل قتالا شديدا حتى أصابته ضربة حربة أسقطته على الأرض، فأسرع أصحابه وحملوه على فرسه وعادوا به منهزمين وظل جرحه ينزف طول الطريق حتى أغمي عليه، ولما أفاق غضب من أمرائه المنهزمين غضبا شديدا وعلق على كل واحد منهم شعيرا وقال لهم: ” أنتم دواب ما أنتم امراء!”.
كان طعم الهزيمة مرا لكن المجاهد المؤمن لم يستسلم بل صمم على تحويل هذه الهزيمة إلى نصر، وظل يعمل طوال خمس سنين حتى تمكن من إعداد جيش عظيم لمواجهة جيش (كولة) مرة أخرى، ولم يسمح للأمراء الذين فروا في المعركة أن يشتركوا فيه من شدة غضبه مما فعلوا، فأتوا يسترضونه واستشفعوا بشيخ الغورية ليكلمه وعاهدوه على الثبات معه، حتى رضي عنهم.
ثم سار الجيش وكان قوامه سبعون ألفا لمواجهة جيش الهنود، وبفضل الله كان النصر هذه المرة حليفا للمسلمين فقتلوا وأسروا أعدادا كبيرة وكان ملكهم (كولة) من بين الأسرى، وغنموا غنائم كثيرة وفتحوا حصن أجمير في تلك المنطقة وباقي البلاد القريبة منه.
=============
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]