((وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ (118))سورة البقرة
وكأن كل المعجزات التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم لم تكن كافية لإقناعهم . مع أن القرآن كلام معجز وقد أتى به رسول أمي . سألوه عن أشياء حدثت فأوحى الله بها إليه بالتفصيل . جاء القرآن ليتحدى في أحداث المستقبل وفي أسرار النفس البشرية . وكان ذلك يكفيهم لو أنهم استخدموا عقولهم ولكنهم أرادوا العناد كلما جاءتهم آية كذبوا بها وطلبوا آية أخرى (الشعراوي)
﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْْ﴾
الأقوام السابقة رأوا البحر أصبح طريقاً يبساً، وهناك من رأى ناقةً خرجت من الجبل، ومن رأى نبياً كريماً وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام أُلقي في النار فلم يحترق، هناك أقوامٌ كثيرون رأوا معجزاتٍ حسيَّةً فلم يؤمنوا، فالذي لا تهزُّه آيات الكون لا يهزُّه خرقُها .
﴿تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾
أي أن قلوب الشاردين عن الله متشابهة، وأقوالهم متشابهة، ومواقفهم هيَ هي، والكافر هو هوَ، والمنافق هو هوَ في كل زمان ومكان (النابلسي)
﴿قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
قد وضحنا العلامات الدالة على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى . فكل موقن, قد عرف من آيات الله الباهرة, وبراهينه الظاهرة, ما حصل له به اليقين, واندفع عنه كل شك وريب. (السعدي)